أشار بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر، إلى "أننا أصبحنا في زمنٍ تُضربُ فيه العائلة في أساسها وتُنسف فيه القيم والبديهيات تحت ستار الحرية المتسترة بالرغبة والشهوة. ومن هنا تنبع ضرورة سهرِنا على قيمٍ ومبادئَ من حقنا لا بل من واجبنا ككنيسة وكمجتمع وكمدرسة أن نسهر على غرسها في أبنائنا".

كلام يوحنا العاشر جاء خلال كلمة له في اليوبيل الماسي لمدرسة الكلية الوطنية في اللاذقية، حيث لفت إلى أنّ "في الزمن الفصحي نادت المجدلية مخلصها وقالت: رابوني أي يا معلم. والمسيح له المجد أراد الرسلَ تلاميذ. وهذا أمرٌ في بالغ الأهمية وهو التلمذة. هي قوام التعليم. والتلمذة هي التي تبني جيل المستقبل وهي التي تضع المعلم أمام عظم المسؤولية الملقاة على عاتقه وتضع التلميذ أمام حقيقة أنَّ من لا يستطيع أن يكون تلميذاً يستحيل عليه أن يكون معلماً. أصبحنا في زمنٍ كثرَ فيه التعليم وقلت فيه التلمذة. أصبحنا في زمنٍ تُمتطى فيه الحرية المقدسة لضرب أسس الحياة كلها. أصبحنا في زمنٍ تُضرب فيه المؤسسة التعليمية بما يسمي زيفاً "​الذكاء الاصطناعي​". وهو الأبعد عن الذكاء والأقرب إلى "التخدير المبرمج للعقل" والاتكال على ذكاء مزيف والاكتفاء به".

وقال يوحنا العاشر: "من خبرة كنيسة أنطاكية مع التعليم، يحلو لنا أن نطل اليوم في عيد الكلية الخامس والسبعين. نطل لنقول إن كنيسة أنطاكية استشعرت منذ البدء أهمية العملية التربوية التعليمية فأسست مدارسها التي استظلت بالأديار والكنائس".